بحث عن تاثير التلوث على البيئة والانسان
يعتبرالغلاف
الجوى من العوامل المهمة لوجود الحياة ، ففي هذا الغلاف تتوفرالظروف
الملائمة لتواجد الرياح والسحب والأمطار وتوزيع الحرارة على سطح الأرض،
ويعتبرالهواء مصدريجب الحفاظ عليه في حالته الطبيعيةوالإخلا ل بهذه الحالة
سيؤدى حتماً إلى تغيرات وتأثيرات من شأنها إلحاق الضرر بالنظم البيئية
بمختلف مكوناتها الحيوية.
وتلوث الهواء من المشاكل التي ظهرت مع التقدم
الصناعي وان الملوثات الناتجه عنه قد تكون غازيةأوسائلةأوصلبةمع العلم بأن
90% تقريباً من ملوثات ا لهواء ويقسم تلوث الهواء حسب المصدرإلى تلوث طبيعي
كالتلوث بالغباروالزلازل والبراكين،بالإضافةإلى
التلوث البشري الذي يعتبرأكثرتلوث وتأثيرعلى الهواء الجوىمثل تلوث وسائل النقل
والمواصلات والنشاط الصناعي.
وتم تقسيم الدراسةإلىخمسةفصول حيث تناول الفصل الأول لتعريف بالمشكلةوأهميةدراستهاوالهدف منهاوالمنهجية
المتبعة في الدراسة، أماالفصل الثاني فيتناول نبذةعن طبيعةالغلاف
الجوىوأهم ا لطبقات التي تحيط بالكرةالأرضيةوأهم مكوناته وأهميةالهواء الجوى.
وأهم الملوثات ا لطبيعيةوالبشريةالتي تسبب في تلوث الهواء الجوى.
أماالفصل الثالث فتضمن الاضرارالناتجةعن تلوث الهواء الجوي التي ثؤثرفي الإنسان والحيوان والنبات.
في حي ندرس الفصل الرابع أهم الوسائل والطرق ا لتي تحدمن تلوث الهواء
وطرق التقليل من هذه الملوثات,أما الفصل الخامس فتضمن خاتمةالدراسةمن خلال النتائج والتوصيات....
والله ولي التوفيق
الباحثون
الفصل الأول
المقدمة
تعريف التلوث الجوي
مفهوم تلوث الهواء
تحديد المشكلة
الأهداف
الفرضية
الأهمية
منهجية الدراسة
تلوث الهواء الجوى
تعرف التلوث
التلوث الجوى :
يعنى
وجود شوائب غازية أو جسيمات أو طاقة أو عناصر مشعة في الهواء جراء الأنشطة
الطبيعية أو البشرية وبكميات كبيرة ولمدة طويلة تكفي للإضرار بالبيئة
وتشكل خطراً على حياة الإنسان والحيوان والنبات.
مفهوم تلوث الهواء :
من
وجهة نظر عامة هو كل ما يضيفه الإنسان" [1] " إلى الهواء ويحدث تغيراً
سلبياً في جودته كمصدر طبيعي للحياة وغلاف طبيعي واقي للأرض .
لهذا يمكن
النظر إلى تلوث الهواء على أنه : نقل أو إضافة مواد طبيعية وصناعية ضارة
إلى الغلاف الجوى كناتج مباشر أو غير مباشر لنشطات الإنسان .
تحديد مشكلة البحث
يستطيع
الإنسان أن يعيش دون ماء لعدة أيام ودون غذاء لعدة أسابيع ولكنه لا يستطيع
أن يعيش بغير هواء إلا للحظات معدودة ,فالهواء الذي يعتبر أرخص موارد
البيئة هو أثمنها في نفس الوقت لأنه سر الحياة , وبغير الهواء لا يمكن أن
توجد الحياة وتستمر بكل أشكالها, وفي مختلف الأغلفة, وبدون الهواء النقي ذو
الخصائص الجيدة لا يمكن أن تكون الحياة صحية ومثمرة مما يعكس أهمية توافر
الهواء النقي ليس للإنسان فقط بل لكافة الكائنات الحية التي يتألف منها
النظام البيئي الأيكلوجي .
ومن هنا تأتي خطورة التلوث الهوائي لأنه من
الصعب التحكم في الهواء الذي نتنفسه وليس لنا الخيار فيه فنحن نستطيع
التحكم في نوعية المياه التي نشربها والغذاء الذي نأكله.
وتلوث الهواء مشكلة قديمة وإن حطت باهتمام واسع خلال العقود الأخيرة لدورها المؤثر في التوازن البيئي ولتأثيرها متعدد المحاور.
فالتلوث
يحول الهواء النقي العليل عديم الرائحة إلى هواء له رائحة وملئ بالغيوم
التي تضر بالصحة, حيث أن الغازات والحبيبات يمكن أن تستقر في الرئة مسببة
العديد من الأمراض الخبيثة والمزمنة.
والعوامل الملوثة للهواء عوامل
مستحدثة من صنع الإنسان وقد بدأت في الظهور منذ أن ابتكر الإنسان الآلة
وبدأ في إحراق أنواع من الوقود لإدارتها وبزيادة التقدم الصناعي ومع الأخذ
بالأساليب التكنولوجية الحديثة أجبر الإنسان على استخدام كميات هائلة من
جميع أنواع الوقود.
ولقد أولت الشريعة الإسلامية "درء المفاسد قبل جلب
المصالح" لتثبيت الموازين على الأرض إلا أن الإنسان باعتباره خليفة الله في
أرضه, فقد صور له غروره أن باستطاعته التغيير من نظام الكون بهدف الإصلاح .
فماذا فعل الإنسان؟
أخذ
يقطع الأشجار التي هي الرئة التي يتنفس بها الكون وأبدلها بالمصانع التي
لوثت الجو وغيرها من الأعمال التي غيرت نظام الكون فالذي حل بهذا الكون كان
من صنع الإنسان رغم تحذير الله سبحانه لعباده وتكريمه لهم:حيث قال سبحانه
وتعالي:" ولقد كرمنا بني أدم وحملناهم فيالبر والبحر ورزقناهم من الطيبات
وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " سورة الإسراء الآية 70.
تساؤلات حول مشكلة الدراسة تتمحور مشكلة الدراسة حول الإجابة عن التساؤلات الآتية:
1. ما هي الأسباب الرئيسية الناتجة عن تلوث الهواء الجوى ؟
2. ما هي الوسيلة المثلى التي يمكن من خلالها الحد من خطورة الهواء الجوى؟
3. ما هي المشاكل الناجمة عن تلوث الهواء الجوى؟
4. هل الهواء الذي نستنشقه نظيف ؟
أهداف البحث؛
1. التعريف بتلوث الهواء وأهم الملوثات الجوية .
2. توضيح أثار تلوث الهواء الجوي على صحة الإنسان والحيوان
3. توضيح أهمية الهواء الجوي وكيفية الحد من تلوثه .
4. محاولة وضع بعض المقترحات التي من شأنها أن تحد من مشكلة تلوث الهواء.
الفرضيات
1. يعتبر الإنسان المصدر الأساسي في تلوث الهواء الجوى .
2. إن الإخلال بالتوازن الطبيعي لمكونات الغلاف الجوى يؤثر على بقية الأغلفةالاخري.
3. الاستغلال اللامدروس للموارد الطبيعية في مقدمة العوامل التي تساهم في تلوث الهواء.
4. الإشارة إلى ماجاء في الدين الإسلامي حول موضوع الدراسة .
أهمية البحث
تكمن
الأهمية في إبراز دور الإنسان في تلوث الهواء وتوضيح مخاطر تلوث الهواء
الجوى على صحة الإنسان ودور الإسلام في المحافظة على بيئتنا .
منهجية الدراسة
المنهج الوصفي:
لقد
تم الاعتماد في جمع المادة العلمية الخاصة بموضوع البحث على بعض الدراسات
السابقة المتعلقة بموضوع البحث وبعض الكتب والتقارير والمجلات التي تصدرها
الهيئة العامة للبيئة .
(تلوث الهواء الجوي) دراسة أحلام على محمد وآخرون
وتناولت هذه الدراسة :
إيجاد
بدائل لطاقة لا يدخل فيها الرصاص والكبريت وغيرها من المواد الضارة بالجو
مثل استخدام الطاقة الشمسية والغاز الطبيعي باعتباره أقل تلوثاً والتوسع في
زراعة المساحات الشاسعة بالأشجار التي لها القدرة على امتصاص غاز ثاني
أكسيد الكربون الضار بالحياة وإطلاق الأكسجين اللازم للحياة وإصدار تشريعات
وقوانين تحتوي على مواد تتعلق بمقاومة التلوث الهوائي ووضع عقوبات رادعة
لكل مخالف ويكون ذلك محلياً وعالمياً.
[1] فرج صالح,عبدا لقادر الرابطى,البيئة والانسان .المطبعة الخضراء طرابلس ليبيا 2003 ف ص 31
الفصل الثاني
طبيعة الغلاف الجوى
طبقات الغلاف الجوي
مكونات الغلاف الجوى
أهمية الغلاف الجوى
العوامل المسببة في تلوث الهواء الجوى
المصادر الطبيعية والبشرية
طبيعة الغلاف الجوى
إن
جذور مشاكل التلوث الجوى تأتى من الاعتقاد الخاطئ بأن الهواء ملك مشاع لكل
فرد أو مجموعة تستغله لأغراضه الأنانية الخاصة دون الأخذ في الاعتبار
مصالح الآخرين لذلك الغلاف الجوى يتعرض بشكل مكثف لعمليات التلوث حول جميع
الدول المتقدمة منها والأمنية فالغلاف الجوي أحد أهم أغلفة الأرض بالسبة
لحياة الكائنات العضوية "[i] "
والغلاف الجوى, عبارة عن غطاء اوطبقه غازيه عظيمة السمك تحيط بالكره الأرضية إحاطة كاملة ويتراوح سمكه بين (300_500 كم)"[ii] "
ويطلق
عل طبقة الهواء التي تحيط بالأرض اسم "الغلاف الجوى" وهو يعرف أيضاً باسم
"الغلاف الهوائي"وهو عبارة عن هالة شفافه تحيط بالأرض يابسها ومائها إحاطة
تامة وتفصلها عن الفراغ الكوني كما يلعب دوراً رئيسياً في حفظ درجة حرارة
الأرض من الانخفاض الشديد الذي قد تتعذر معه الحياة,إلى جانب العديد من
الوظائف الأخرى فهو يزود الإنسان بالهواء اللازم لتنفسه ويوفر له الحماية
بتلطيف حرارة الشمس في أثناء النهار هذا بالإضافة إلى منع وصول الأشعة
الضارة إلى الأرض "[iii]"
طبقات الغلاف الجوى
يحيط
بالكرة الأرضية غلاف سميك يتكون من مجموعة من الغازات تختلف في كثافتها
مستوى سطح الأرض إلى أعلى , وتعرف هذه الطبقات الغازية بالغلاف الجوى الذي
ينكون من عدة طبقات لكل منها تركيبها وخصائصها التي تميزها
على الطبقات الأخرى (شكل 1) وهذه الطبقات من مستوى سطح الأرض إلى
أعلى. "[1]"
وهي أربعة طبقات:
الأيونوسفير
المسيوسفير
التراتوسفير
التروبوسفير
الأرض
1. الطبقة السفلى التروبوسفير:
وتعرف
باسم التروبوسفير ويبلغ ارتفاعها حوالي (أحد عشر كيلومتراً)من مستوى سطح
البحر وإن تباين سمكها تبعاً للموقع الفلكي حيث يبلغ أقصاه حوالي (18
كيلومتراً) في طاق الأقاليم المدارية الحارة بتأثير تيارات الحمل الصاعدة
لتمدد الهواء نتيجة لارتفاع درجة الحرارة في حين لا يتجاوز سمكها (ثمانية
كيلومترات) عند القطبين الشمالي والجنوبي أو المنطقتين المتجمدتين
الواقعتين بين القطبين الشمالي والجنوبي بتأثير ثقل الهواء وهبوطه نتيجة
لانخفاض درجة الحرارة .
ويلاحظ أن درجة الحرارة السائدة في طبقة
التروبوسفير تقل بالارتفاع فوق مستوى سطح البحر بمعدل درجة مئوية واحدة لكل
(150 متر) في المتوسط
وتهتم الدراسات الجغرافية بهذه الطبقة من الغلاف
الجوى لملامستها للسطوح الخارجية للكرة الأرضية ولأنها تمثل مجال لمختلف
الظواهر المناخية ذات التأثير المباشر على كافة أنواع الحياة وخاصة
الأعاصير والسحب وأشكال التساقط المختلفة ويتركز في هذه الطبقة حوالي(99%)
من جملة الغازات الثقيلة اللازمة للكائنات الحية , التي يتألف مها الغلاف
الجوى وخاصة النيتروجين بنسبة 78.90% والأكسجين بنسبة20.94%.
2. طبقة الاستراتوسفير:
تعلو الطبقة السابقة وتتجاوزها من حيث السمك البالغ هنا حوالي نحو
(
خمسين كيلومتراً) في المتوسط إلا أنه يقل عن ذلك حتى أنها تكاد تتلاشي قرب
دائرة الاستواء ومن أهم خصائص هذه الطبقة تخلخل هواءها وإنخفاض نسبة
محدودة من بخار الماء, وإن كانت تسودها درجات الحرارة شديدة الإنخفاض,
وتختلف هذه الطبقة عن سابقتها القريبة من سطح الأرض في إن مناسيبها الأعلى
تتصف بإرتفاع درجة الحرارة السائدة فيها.
3. طبقة المسيوسفير:
يتراوح
أقصي ارتفاع لهذه الطبقة بين (70_75 كيلومتراً) من منسوب سطح البحروتستمر
درجات الحرارة السائدة هنا في التناقص بالإرتفاع رأسياً إلى أعلي وتؤثر
أشعة الشمس فوق البنفسجية في هواء هذه الطبقة مما يؤدى إلى شحنه كهربائياً
وهو ما أسهم فى احتراق الشهب والنيازك المندفعه من الفضاء الخارجي صوب سطح
الارض في مجال هذه الطبقه
4. طبقة الأيونوسفير:
أو
طبقة الأثيروسفير أو الغلاف الأيوني أى الجزء المؤين من الغلاف الجوى شديد
التخلخل ويتراوح سمكه بين(75وأكثر من 300كيلومتر) من منسوب سطح البحر
وتتصف باحتوائها على غازات خفيفة جداً كالهليوم"[2]"
مكونات الهواء
يتكون
الهواء من مزيج من النيتروجين والأكسجين وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء
وبعض الغازات النادرة وأهم هذه المكونات يوضحها الجدول رقم (1)
ر.م
المكونات
التركيز%
ر.م
المكونات
التركيز
1.
نيتروجين
78.90
10
أكسيد النيتروز
0.00002
2.
أكسجين
20.94
11
أول أكسيد الكربون
0.00001
3.
أرجون
0.93
12
زينون
0.000008
4.
ثاني أكسيد الكربون
0.032
13
أوزون
0.000002
5.
نيون
0.0018
14
أمونيا
0.0000006
6.
هيليوم
0.0005
15
ثاني أكسيد النيتروجين
0.0000001
7.
ميثان
0.00015
16
أكسيد النيتروجين
0.00000006
8.
كربون
0.00010
17
ثاني أكسيد الكبريت
0.00000002
9.
هيدروجين
0.00005
18
كبريتيد الهيدروجين
0.00000002
تلوث الهواء القاتل الصامت وكيفية مواجهته الطبعة الأولي_مكتبة الدار العربية للكتاب _سنة2002 ص 34.
ونلاحظ من خلال الجدول أن النيتروجين والأرجون والكربون بأنها تكون مجتمعة (99.99%) من حجم خليط الغازات الموجودة في الهواء الجاف .
وفي الحقيقة فإن النسبة الضئيلة الباقية تشتمل على أنواع عديدة من الغازات والتي غالباً ما يكون مصدرها عوامل طبيعية .
وبالإضافة إلى الغازات السابقة , فقد يحتوي الغلاف الجوى على كميات ضئيلة جداً من بعض الغازات الأخرى كالهيليوم والتريتون والنيون.
كما قد يحتوي على بعض الغازات السامة مثل النشادر والميثان وأول أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز بالإضافة إلى الأوزون وبخار الماء .
ويختلط
بالهواء كذلك كثير من الشوائب الأخرى غير الغازية, إلا أن هذا يكون دائماً
على ارتفاعات محدودة من سطح الأرض وبكميات ضئيلة جداً , فقد يحتوى الغلاف
الجوي على بعض حبوب اللقاح النباتية والتي قد توجد أحياناً على ارتفاع يبلغ
حوالي ستة أميال من سطح الأرض كذلك قد يحتوى على بعض ذرات التراب التي
تحملها الرياح من تربة الأرض أو مما تنفثه البراكين, وهناك أيضاً ذرات
الفحم الدقيقة والتي توجد عالقة في الهواء , وخاصة حول المناطق الصناعية ,
وبعض أنواع البكتريا التي تسبح في الهواء, وكذلك ذرات الملح التي تتطاير مع
بخار الماء من سطوح الأرض بالإضافة إلى الرماد الكوني الذي يقدر كميته
التي تدخل غلافنا الجوي بحوالي 2000طن كل يوم "[3]"
أهمية الغلاف الجوي
يلعب
الغلاف الجوى دوراً في خواص الأرض وطبيعتها كما أنه يتحكم في ظروف الحياة
في البيئة المحيطة بنا ويتجلى ذلك من خلا الظواهر والحقائق التالية :
1. بدون الغلاف الجوى ما ظهرت السماء كما نعرفها زرقاء ناصعة يغمرها
ضوء الشمس في أثناء النهار ولظهرت السماء سوداء ليلاً ونهاراً.
2. لولا وجود الغلاف الجوى ما عرفنا ما نسميه بالجو والمناخ ولانعدمت الرياح
والسحب والأمطار .
3. من خلال الغلاف الجوى عرف الإنسان النار ذلك الاكتشاف الذي أحدث انقلاباً خطيراً في حياة الإنسان على سطح الأرض .
4. بدون الغلاف الجوى لاستحال علينا أن نسمع بعضنا بعضاً ولعشنا في سكون تام .
5. تعتمد جميع الكائنات الحية بما فيها التي تعيش في أعماق البحار على الغلاف الجوى .
وبخلاف
وظائف الغلاف الجوى السابقة الذكر فإنه يقوم كذلك بعدة مهام أساسية أخري ,
تؤدي دوراً مهماً في حياة الإنسان على سطح هذه الأرض ومن هذه المهام
مايلي:
1. في أثناء النهار يقوم هذا الغلاف الجوى مقام حاجز ضخم يحمى
سطح الأرض وما عليها من كائنات ويرد عنها الإشعاعات الضارة الصادرة عن
الشمس .
2. أما في أثناء الليل فيقوم الغلاف الجوى مقام غطاء شامل يساعد
على احتباس حرارة النهار ويمنعها من الانتشار أو التسرب إلى الفضاء
الخارجي وهو يشبه في ذلك تلك الأسقف الزجاجية المستعملة للغرض نفسه في
صوبات النباتات "[4]".
العوامل المسببة في تلوث الهواء الجوى
يعتبر
الهواء مصدر يجب الحفاظ عليه في حالته الطبيعية والإخلال بهذه الحالة
سيؤدى حتماً إلى تغيرات وتأثيرات من شأنها إلحاق الضرر بالنظم البيئية
باختلاف مكوناتها الحيوية وبالتالي سيقع الضرر بالإنسان في صحته مباشرة وفي
الآثار السلبية لمنشأته من جراء الملوثات التي أضيفت إليه .
إذاً يمكن تعريف التلوث: وهو تغير غير مرغوب فيه في مكونات الهواء الحيوية والفيزيائية والكيميائية .
ويمكن تقسيم مصادر تلوث الهواء إلى قسمين رئيسيين هما :
المصادر الطبيعية والمصادر البشرية .
أولاً المصادر الطبيعية :
نقصد
بالمصادر الطبيعية تلك العوامل التي تحدث نتيجة ظواهر طبيعية دون أن يكون
للإنسان أو نشاطاته أو تقنياته المختلفة دور في حدوثها حيث تبث تلك الظواهر
الطبيعية على الهواء كميات غير قليلة من الأدخنة والأبخرة والغازات
والجسيمات الدقيقة ومن أمثلة هذه العوامل : الزلازل والبراكين والرياح
والأعاصير "[5]"
1. البراكين :
تمثل البراكين أحد العوامل الطبيعية الهامة التي تسبب في تلوث
الهواء
بشكل عام ,فتدفع هذه البراكين عند ثورانها بكميات هائلة من بخار الماء
والغازات المحملة بالرماد في الهواء, كما تدفع معها الحمم التي تتكون من
صخور منصهرة لتغطى سطح الأراضي المحيطة بها.
وتبلغ كمية بخار الماء
الخارج من فوهة البركان حداً هائلاً في بعض الأحيان, وقدر حجم البخار
المتصاعد من بركان (اثفا) بصقلية في أحدى دورات نشاطه بحوالي (2000مليون
لتر) وقد تصل درجة حرارة هذا البخار إلى حوالي 500 ْم كما تتنوع الغازات
الخارجية من فوهة هذه البراكين فهي تتكون عادة من خليط متن ثاني أكسيد
الكربون وأول أكسيد الكربون والميثان والهيدروجين وبعض الأكسجين كما
يصاحبها في كثير من الأحيان بعض الغازات حمضية التأثير مثل غازات شديدة
الضرر بالبيئة وبصحة الإنسان ولا يقتصر ضرر الغازات على المناطق المحيطة
بالبركان فقط بل سريعاً ما تختلط هذه الغازات بمكونات الهواء وتحملها
الرياح لتنتشر في كل مكان, وعادة ما يصاحب هذه الغازات كميات ضخمة من
الرماد الذي قد يبقى معلقاً بالهواء مدة طويلة تحمله الرياح ليتساقط على
سطح الأرض في أماكن تبعد كثيراً عن موقع البركان"[6]".
2. الزلازل :
عبارة
عن هزات سريعة وقصيرة المدى تتعرض لها قشرة الأرض خلال فترات متقطعة نتيجة
للإضطرابات الباطنية ويشتد حدوث مثل هذه الهزات الأرضية مع الثورانات
البركانية العنيفة وتتسبب في تدمير المنشآت العمرانية وهلاك أعداد كبيرة من
السكان "[7]" وتسبب إنهيار الجسور وتشقق الطرق كما تفجر خطوط المياه
والنفط وتقطع أسلاك الكهرباء والهاتف واندلاع الحرائق وتنتج عن ذلك انبعاث
كميات هائلة من الأتربة والغازات إلى الهواء الجوى مما يسبب في تلوثه "[8]"
3. الحرائق الطبيعية في الغابات:
تمثل
الحرائق الطبيعية التي تحدث في كثير من الغابات بسبب ارتفاع درجات الحرارة
, أحد العوامل الطبيعية التي تؤدى إلى تدهور البيئة النباتية والقضاء على
الكساء النباتي , حيث تؤدى هذه الحرائق إلى القضاء على مظاهر الحياة بتلك
الغابات واختفاء أنواع من الحيوانات والطيور.
كما أن الحرائق تأتي على
آلاف الأشجار والشجيرات , وعلى مساحات كبيرة من أراضي الحشائش, مطلقة
دخانها عالياً في الجو بشكل غيوم دخانية كثيفة وقاتمة"[9]" وتنتشر بفعل
الرياح إلى مسافات بعيدة وتكون محملة بكميات ضخمة من الغازات المختلفة إلى
جانب جزيئات الرماد الدقيقة التي تؤدى إلى تلويث الجو بشكل واضح. "[10]"
4. الرياح والأعاصير والعواصف :
تشأ
الأعاصير نتيجة التفاف الهواء البارد حول الهواء الساخن مكوناً الانخفاض
الجوى (الأعاصير) حيث تدفعه الرياح العكسية من الغرب إلى الشرق ويتحرك
الإعصار بسرعة تتراوح ما بين 45 إلى 60 كيلومتراً في الساعة .
وتسبب
الرياح والعواصف الترابية في اندلاع الحرائق في أماكن متفرقة , مما يتسبب
في انبعاث كميات من الأتربة والدخان والجسيمات الدقيقة إلى الهواء الجوى .
وتكثر
العواصف الترابية في مناطق الصحارى, والمناطق المجاورة لها وفي المناطق
العربية, تشكل الصحراء الكبرى , والصحراء العربية مصدراً للأتربة المثارة
والمنقولة بالرياح مختلفة الشدة, وتلوث جو المناطق الرطبة وشبه الرطبة
بالتربة التي ترجع إلى تلك الأتربة المنقولة بفعل الرياح من مناطق بعيدة قد
يبلغ بعدها آلاف الكيلومترات وبالإضافة إلى وجود ملوثات متنوعة مثل
البكتريا والفيروسات وحبوب اللقاح وغيرها من المسببات والملوثات التي تصيب
الإنسان بالعديد من الأمراض "[11]"
ثانياً المصادر البشرية :
وهى
تشمل جميع المصادر الصناعية أو تلك التي تنتج عن نشاطات الإنسان وتجاربه
المختلفة في مجالات الأبحاث وحضاراته وتقنياته المختلفة .
فلقد صاحب
ظهور المدن ونموها وتزايد عدد سكانها وبناء الصناعات المختلفة فيها وتنوع
تلك الصناعات , وبروز مشكلة تصريف النفايات المختلفة منها,, فنجد إن مداخن
المصانع ومحركات السيارات والقطارات تنفث كميات هائلة من الدخان تحدث
غيوماً تغطى مساحات واسعة من سماء بعض المدن .
وأصبح جو المدن ملوثاً
بالدخان المتصاعد من عوادم السيارات وبالغازات والأدخنة المتصاعدة من مداخن
المصانع "[12]" فبقدر ما أسهمت الثورة الصناعية في تطور وتقدم ورفاهية
البشرية ومازالت تعيش بحلم هذه النعمة, بقدر ما تركت وراءها أثاراً سلبية
تمثل في ملايين الأطنان من المواد السامة المقذوفة إلى الهواء الجوى "[13]"
وفيما يلي عرض لأهم الملوثات الجوية التي للإنسان الدور المباشر والرئيسي فيها وهى :
1. وسائل النقل والمواصلات:
تعتبر عملية النقل المصدر الأكبر لتلوث الهواء ويقدر أنها هي المسئولة
عن
نصف حجم التلوث أو أكثر , كما أن آلات الاحتراق الداخلي وآلات الجازولين
هي المسئولة الكبرى بسبب ضخامة عدد المركبات التي تسير بالمحركات ويمكن أن
تعد بالملايين في بعض المدن كما هو مبين في ألصوره "[14]"
حيث تشير بعض الإحصائيات بان عدد السيارات بلغ عام2000حوالى(600/700) مليون سياره "[15]"
ويبدو
تلوث الهواء أوضح ما يكون في المدن الكبيرة التي يزيد سكانها بالملايين
وتكتظ فيها السكان في رقعه ضيقه من الأرض وترتفع فيها المباني إلى عنان
السماء وتزدحم بها وسائل النقل والمواصلات وتعانى هذه المدن الكبيرة بصفة
أساسية من ظاهرة تعرف باسم (الضباب الدخاني) الذي يبقي معلقاً في جوها في
بعض الأحيان لمدة عدة أيام .
والضباب الدخاني الذي يظهر في جو المدن
يتكون أساساً نتيجة احتراق الوقود في محركات السيارات ووسائل النقل العامة
التي تجوب طرقات هذه المدن ولا ينقطع سيلها ليلاً أو نهاراً أو عند احتراق
الوقود مثل ( البنزين أو السولار) في ألآت الاحتراق الداخلي من سيارات ,
دراجات نارية , وخلافه لا يكون احتراقً تاماً على الدوام ولذلك فإن غازات
العادم التي تتكون من غاز ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء تكون مصحوبة عادة
بكمية قليلة من بعض الجزيئات العضوية التي لم تتأكسد أكسدة تامة, بالإضافة
إلى قدر صغير من غاز أول أكسيد الكربون السام وبعض أكاسيد النيتروجين وغاز
الفورمالدهايد كما يحمل العادم كثيراً من جزيئات الرصاص إلى الجازولين
لدفع الأوكثن به .
ويحتوي عادم السيارات كذلك على غاز ثاني أكسيد
الكبريت الموجود في البترول أثناء احتراقه "[16]" وينطلق كل هذا الخليط من
الغازات السامة من عشرات الآلاف من السيارات ليملأ طروقات المدينة وينتشر
في أجوائها ويقلق مكانها دون أن يٌرى أو يلحظه أحد.
وتشير الإحصائيات
الحديثة إلى أن الغازات المنطلقة من عادم السيارات والشاحنات هي العامل
الرئيسي في تلوث هواء المدن وهى تصل إلى نحو (60%) من حجم عوامل التلوث
الأخرى"[17]"
أما بالنسبة للقطارات وخاصة ما يشتغل منها بنوع ردنى من
الفحم الحجرى لأنها تساهم بدور كبير في التلوث الهوائي وخاصة داخل المدن
"[18]".l مصدرا الصور من شبكة المعلومات(الانترنت)
2. النشاط الصناعي :
لا يمكن حصر المنشآت الصناعية وأنواعها المختلفة والتي تساهم في تلوث الهواء الجوى بشكل كبير نظراً لأعدادها الكبيرة وتعدد أنواعها .
ويعتبر
التلوث الصناعي هو ثاني مسبب لتلوث الهواء ويتوقف حجم ومقدار التلوث على
كمية الإنتاج ونوعية الآلات المستخدمة وكذلك نوعية الوقود والمواد الأولية
المستخدمة "[19]".
ومن أهم عناصر تلوث الهواء في المناطق الصناعية هو
الدخان المنبعث من احتراق الوقود الصلب (الفحم) أو الوقود السائل البترول
أو الوقود الغازى والغاز الطبيعي, فمازالت هذه المواد هي المستخدمة لتوليد
الطاقة في أغلب الصناعات ومازالت كثير من المدن الصناعية في العالم تعانى
من كثافة الدخان المتصاعد من صانعها بسبب مايحتويه هذا الدخان المتصاعد من
غازات سامة, فقد كانت هذه المدن تغظ في بعض الأوقات بسحابات كثيفة من هذا
الدخان لعدة أيام.
ومن أخطر عناصر التلوث الهوائي الغازات السامة التي
تتسرب أحياناً من المصانع أو التي تطلق منها تسبب انفجارات المفاجئة
ولازالت كارثة تسرب الغازات السامة من أحد مصانع مدينة (يوبال) الهندية في
أواخر 1984 مائلة في الأذهان , حيث أدت إلى وفاة حوالي (ثلاثة آلاف
شخص)"[20] "
وتشكل العمليات الصناعية مصادر أكبر للتلوث ويأتي الكثير
منها من عمليات صهر النحاس والرصاص والزنك والزئبق والنيكل ومن المصانع
التي تنتج الكيماويات والأدوية والطلاء والبلاستيك ."[21] "
وتعد
العمليات الصناعية احد المصادر الرئيسية لتكوين الهباء فهي تبث حوالي50% من
الهباء الذي ينتج من نشاطات بشرية ومن هذه العمليات الصناعية تكسير الصخور
وصناعة الحديد الصلب والرمل والاسمنت وصناعة المطاط والجير والاسمنت ,
وصناعة الورق التي تعتبر من أكثر الصناعات تلوثاً للهواء من بين كل
الصناعات "[22]"
3. التلوث الاشعاعى :
يعتبر التلوث الاشعاعى من أخطر
أنواع التلوث حيث أنه لا يرى ولا يشم ولا يحس بها فهو يدخل إلى الجسم دون
سابق اندار أو دون ما يدل على تواجده في بادي الأمر.
وقد أصبحا نعيش في جو ملئ بالإشعاع وخاص بعد اكتشاف الطاقة النووية والتزايد المستمر في الأبحاث النووية"[23]"
إن
التلوث الاشعاعى الصناعي يحدث بسبب نواتج المفاعلات والتجارب النووية
والأسلحة الذرية والوقود الذري والمخلفات الغازية وتتم مثل هذه التجارب أما
في البحار أو على سطح الأرض أو تحت سطح الأرض أو في أعماق البحار وجميع
تلك التجارب باستثناء ما تجري تحت سطح الأرض تنتج كميات هائلة من منتجات
الانشطار النووي, وتتشتت المادة النشطة اشعاعياً وتنتشر في الجو حسب حجم
الانفجار النووي الحاصل "[24]"
وتتسرب هذه الأشعة بسهولة ويسر إلى
الكائنات الحية في كل مكان في الهواء دون أية مقاومة.. فقد يجد طريقة إلى
الرئتين عن طريق الهواء الذي يتنفسه الكائن الحي ,أو يدخل إلى الجوف مع
الطعام والشراب أو يخترق الجلد ويحدث أضراراَ ظاهرة في خلايا الجسم وأنسجته
.
وتزداد مشكلات التلوث الاشعاعى بصفة مستمرة نتيجة التطور الهائل في
استخدام المواد المشعة من قبل الإنسان, سواء في الأمور السلمية أو العسكرية
فقد دخلت
الأشعة الذرية في الاستخدامات الصناعية والطبية واستخدمت
الأشعة فوق البنفسجية في حفظ المواد الغذائية وفي التخلص من الميكروبات كما
استخدمت في غرف العمليات لحفظها خالية من الجراثيم الميكروبية وفي تطهير
الأواني الزجاجية والاستخدام الاشعاعي في الوقت الحالي من أهم المتطلبات
فقد استخدمت في الطب والصناعة والزراعة وفي إنتاج الطاقة ,لكن الاستخدام
الجائز لتلك الأشعة في الأغراض غير السلمية والعسكرية بدرجة كبيرة حيث
تتعرض الكائنات الحية من المشكلات والأضرار المختلفة, ونتيجة للرفاهية
والإفراط الزائد في الاستخدام الاشعاعى أصبح الإنسان معرضاً للتأثيرات
الإشعاعية أكثر من أي وقت مضى "[25]".
4. الأسلحة الكيميائية :
تعتبر
الأسلحة الكيميائية من أحد أسباب تلوث الهواء الجوى الذي تقوم عليها بعض
الدول وجيوشها وذلك في أثناء حروبها أو معاركها مع دول أخري أو لتصفية بعض
المعتدين على نظامها .
ومن أنواع تلك الأسلحة الكيميائية غازات الأعصاب
مثل ( كالزارين) والغازات الكاوية (كالخردل/حارق) وغازات الدم مثل (حامض
الهيدروسيانيك) والغازات الخانقة مثل (الفرسجين) والغازات المضيئة مثل
(الأرسيت) والغازات المسيلة للدموع مثل الكلورواسيتومنيتون وغازات الهلوسة .
وهذه
الغازات قاتلة أو تعمل على شل القدرة وتستمر هذه الغازات في الجو لمدة
زمنية معينة فغازات الأعصاب تستمر من 12 ساعة إلى عدة أيام والغازات الأخري
تبقى من عدة دقائق إلى بضع ساعات كذلك فإن أبخرة غاز(سيانيدالهيدروجين)
سامة جداً ولها تأثيرات مباشرة على انزيمات التنفس بالذات.
وتعد هذه الأبخرة سامة متعلقة بالجهاز التنفسي إذ تتحول تلك الأبخرة داخل أجهزة وخلايا الجسم إلى حمض في وجود الماء "[26]"
5. الجسيمات:
الجسيمات
سواء كانت سائلة أم صلبة من مواد بالغة التعقيد كما أنها تعد من أكثر
ملوثات الهواء انتشاراً وهي تتولد من مصادر متعددة وتمثل عادة أثقل أنواع
الغبار وزناً وهى تصدر عن الأعمال الميكانيكية وتشمل كذلك الأتربة الصناعية
والرماد وما شابه ذلك وتشترك الجسيمات على اختلاف أنواعها وحجومها في
مجموعة من الخواص الفيزيائية فهي تنمو بالتكثيف وتمتص أو تمتزج الأبخرة
والغازات وتتجمد أو تنتشر .
كما أنها تمتص الضوء أو تشتته وقد تتفاعل الجسيمات كيميائياً مع بعضها بعضاً في الهواء نظراً لتصادمها بعضها ببعض بكثرة .
وتظل
هذه الجسيمات المتولدة في جو المدن مخمولة في الهواء لعدة أيام قليلة فقط ,
وتظل محمولة في الهواء تبعاً لحجمها لمدة أسابيع ويمنع الترسيب بفعل
الجاذبية للجسيمات لأكبر من ذلك كالرماد المتطاير والتراب من الابتعاد عن
مصادرها, والجسيمات الدقيقة الموجودة في الهواء تشتت ضوء الشمس القادم إلى
الأرض وبذلك يقل ما يصل منها إلى الأرض مما يؤدى إلى انخفاض درجة حرارة
الأرض ولقد تناقص متوسط درجة الحرارة في العالم في السنوات الأخيرة, ويرجع
بعض الباحثين هذه الحقيقة إلى ازدياد تركيز الجسيمات الموجودة في الهواء
بفعل البراكين ونتيجة لنشاطات الإنسان المختلفة ومن أهمها التقدم الصناعي
الهائل وما يصاحبه من مخلفات "[27]" بالإضافة إلى الملوثات السابقة الذكر
توجد الكثير من الممارسات والسلوكيات الخاطئة الصادرة عن العديد من الأشخاص
تؤدى إلى تلوث الهواء بالدرجة التي تسبب الأذى والضرر للإنسان نفسه
والكائنات الحية كافة التي تشاركه على سطح هذه الأرض.
ومن هذه السلوكيات والممارسات الخاطئة الصادرة عن الإنسان ونشاطاته والتي تسبب تلوث الهواء:
1. التلوث الناجم عن حرق النفايات والقمامة :
بالرغم
من التطور الذي حققته محارق النفايات إلا أنها لا تزال تلوث الهواء إذ
ينتج عن حرق كل من النفايات حوالي 400 م من الغازات العادمة التي تحتوي
العديد من الملوثات ومن أهمها الذائ أوكسين والمركبات العضوية والمعادن
الثقيلة وأكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت والجزيئات الدقيقة والفلور
التي تنتشر في الغلاف الغازى ثم تسقط مع مياه الأمطار على التربة والمسطحات
المائية والكائنات الحية النباتية والحيوانية .
وتسقط أكسيد الكبريت
وأكسيد النيتروجين على شكل أمطار حامصية تقضي على الغطاء النباتي والثروة
السمكية كما أنها تغير في بعض خصائص التربة الكيميائية والحيوية "[28]".
وتحتوى
القمامة على نوعيات مختلفة من المخلفات فهي تشمل إلى جانب الوراق
والكراتين, بعض علب الصفيح الفارغة والعبوات البلاستيكية وغيرها من الأشكال
الحديثة التي أصبحت تستخدم حالياً في حفظ وبيع الأغذية المجهزة والمحفوظة
كما تحتوى على بعض عبوات المبيدات الحشرية الفارغة وغيرها كما هو مبين
بالصوره (2)
ولذلك فإنه عند حرق هذه القمامة تنتج غازات وأدخنة وأبخرة
غاية في الخطورة على صحة الإنسان خاصة وأن عمليات الحرق تتم داخل المناطق
السكنية, ثم تجعل تأثيرات نواتجه الحرق ذات أثر مباشر وخطير على صحة هؤلاء
الذين يسكنون ويعيشون في تلك المناطق .
بالإضافة إلى ذلك تشكل مقالب
النفايات الصلبة مصدر للتلوث الجوى الكيميائي "[29]" بسبب قيام الكائنات
الحية الدقيقة بتحليل مكونات النشاط إلى خروج كثير من المواد التي تلوث
الجو مثل الأمونيا والميثان وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت
وكبريتيد الهيدروجين "[30]"
2. تلوث الهواء الناجم من ملطفات الجو والمعطرات والمبيدات الحشرية :
إن
استخدام ملطفات الجو في أماكن مختلفة من المنزل والمغالاة في استخدام
العطور المتنوعة ذات البراكين المختلفة يواكبه انتشار مواد كيميائية طيارة
تؤدى أضرار خطيرة جداً على الإنسان"[31]" والأخطر من ذلك هو الاستخدام
المتكرر للمبيدات الحشرية لمكافحة الحشرات الناقلة للأمراض وغيرها من
الحشرات الضارة التي تسبب خسائر مادية مثل الآفات التي تصيب المحاصيل
المختلفة ولا تقتصر أضرار المبيدات الحشرية على تلويث الهواء بل تلوث
محاصيل الخضراوات والفواكه وتسبب أحياناً في تسمم الإنسان والحيوان .
3. تلوث الهواء الناجم عن وسائل التدفئة :
تعد
المدافئ البترولية أو الكيروسين أو مازوت إحدى ملوثات الهواء وخاصة في
الأماكن المغلقة بما تطلقه من غازات أو أدخنة مؤدية تحتوى على مواد وغازات
ضارة جداً بالإنسان وصحته وفي مقدمة هذه المواد غاز أول أكسيد الكربون
وتزداد الملوثات الناتجة عن تلك المدافئ كلما كانت المدفأة من نوعية رديئة
أو إذا أصابها عطب .
وتعتبر وسائل التدفئة المعتمدة على الفحم أو الحطب أكثر إيذاء من المدافئ البترولية لما يتولد من غازات ضارة "[32]".
منقول