اكتشاف أهم أثر لغوي مصري بعد حجر رشيد
أعلن مسئول في هيئة الآثار المصرية أنه تم العثور على لوحة تشبه حجر رشيد الذي اكتشف قبل مائتي عام وأسهم في فك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة, وذلك أثناء قيام بعثة آثار مصرية بحفريات جنوب العاصمة المصرية القاهرة.
وقال صبري عبد العزيز مدير قطاع الآثار الفرعونية في المجلس الأعلى للآثار "إن الحجر يبلغ طوله 220 سنتيمترا وعرضه 170 سنتيمترا, ويتكون من 21 سطرا مكتوبا بالهيروغليفية و17 سطرا بالهيراطيقية وهي لغة مشتقة من اللغة المصرية القديمة. وقد عثر على الحجر أثناء قيام بعثة آثار مصرية بحفريات في منطقة المحاجر الأثرية في منطقة الخازندارية بمحافظة سوهاج جنوب العاصمة المصرية القاهرة.
وتحوي اللوحة مرسوما ملكيا صادرا عن بطليموس الثالث (250 قبل الميلاد), تتضمن معلومات سياسية عن صراعات حكام سوريا اليونانيين في تلك الفترة إلى جانب معلومات سياسية واجتماعية.
واللوحة يعلوها قرص الشمس المجنح, وأسفله الإله مخبت وواجبت على هيئة ثعباني كوبرا, يرتدي أحدهما تاج الوجه القبلي والثاني تاج الوجه البحري, وأسفل المنظر الآلهة إيزيس وأوزوريس وحورس, ويستكمل المنظر بقيام (مين) إله الإقليم بتقديم بطليموس الثالث وزوجته إلى ثالوث الآلهة.
وقال صبري إن اللوحة تعتبر أهم اكتشاف في ما يتعلق باللغة المصرية القديمة بعد حجر رشيد الذي عثر عليه فرانسوا شامبليون قبل مائتي عام, إذ كتبت باللغتين الهيروغليفية والهيراطيقية وفي أسفلها عبارة تقول إنها ستستكمل باليونانية, وهي اللغات التي حملها حجر رشيد". لكنه أشار إلى عدم العثور على اللوحة التي تحمل النص الموازي باليونانية.
وكانت بعثة مصرية قد بدأت العام الماضي التنقيب في منطقة المحاجر الأثرية فعثرت على معبد على عمق خمسة أمتار تحت سطح الأرض, وعثر داخله على الأثر الذي يعتبر لوحة تأسيس المعبد, محطمة على أرضيته, وتم ترميمها, ووجد إلى جانبها تمثال من الحجر الجيري, بارتفاع 20 سم لآلهة الجمال عند اليونانيين فينوس من دون رأس وترتدي رداء وقلادة على الصدر إضافة إلى تمثال آدمي من البازلت الأسود طوله 10 سم.
يذكر أن جنود نابليون بونابرت إبان حملته على مصر عام 1799 عثروا على حجر رشيد, وهو قطعة من البازلت الأسود تعود إلى نحو 210-181 قبل الميلاد, عليها كتابات بالهيروغليفية والديموطيقية واليونانية واستعان به المستشرق الفرنسي جان فرانسوا شامبليون (1790-1832) لفك رموز الكتابة الهيروغليفية. والحجر موجود الآن في المتحف البريطاني, وفشلت مساعي مصر في استعادته.
نقلا عن موقع جامعة ام القرى