التقويم اليولياني والتقويم الجرجواري ( الميلادي )
ينسب التقويم اليولياني إلى يوليوس قيصر الإمبراطور الروماني الذي استدعى سوسيجينيس ( Sosigenenes ) الفلكي المصري من الإسكندرية وطلب منه أن يضع نظاما ثابتا للتقويم فألغى العمل بالسنة القمرية واستخدم السنة الشمسية جاعلا طولها ¼ 365 يوما بحيث تكون 365 يوما في ثلاث سنوات متتالية – وتسمى سنين بسيطة – و366 يوما كل سنة رابعة - وتسمى سنة كبيسة. وجعل الشهور الفردية في الترتيب 31 يوما والزوجية 30 يوما عدا فبراير الذي يكون 29 يوما في السنين العادية ( البسيطة ) و30 يوما في السنين الكبيسة. ثم عدل مجلس الشيوخ الروماني ( Senate ) اسم الشهر كونتيلس إلى يولية سنة 44 ق.م – كما تقدم – تكريما ليوليوس قيصر الرومان وتخليدا لذكراه، كما تم تعديل اسم شهر سكستيلس إلى أغسطس في سنة 8 ق.م تكريما للقيصر أوغسطس وهو اللقب الذي اتخذه أوكتافيوس بعد انتصاره على أنطونيو في موقعة أكتيوم سنة 31 ق.م. ومن المفارقات التاريخية الجديرة بالذكر ملاحظة الرومان أن شهر يولية المنسوب إلى يوليوس قيصر يحتوي على 31 يوما بينما الشهر المنسوب لأوغسطس أعظم القياصرة قاطبة لدى الرومان يحتوي على 30 يوما وفي هذا تفضيل للأول على الثاني فجعل الرومان شهر أغسطس 31 يوما وأنقص فبراير يوما واستلزم هذا التغيير توالي ثلاثة أشهر بكل منها 31 يوما هي يولية وأغسطس وسبتمبر، ولعلاج هذه الحالة اعتبر كل من سبتمبر ونوفمبر 30 يوما وكل من أكتوبر وديسمبر 31 يوما وبهذا أخذت الشهور أسماءها وعدد أيامها الحالي. وتعتبر السنة الكبيسة في التقويم اليولياني إذا قبلت القسمة على 4 وتعتبر بسيطة إذا لم تقبل القسمة على 4 وفي حالة السنة الكبيسة يضاف يوم إلى شهر فبراير 29 يوما بدلا من 28 يوما في السنوات البسيطة.
وينسب التقويم الجرجواري ( الشائع المعمول به في معظم دول العالم ) – ويسمى بالتقويم الميلادي – ينسب إلى البابا جرجوري Gregory الثالث عشر ويعتبر هذا التقويم في الحقيقة تعديلا للتقويم اليولياني الذي اعتبر السنة الشمسية 365,25 يوما في حين أن السنة الشمسية تبلغ 365,2422 يوما؛ فالأولى تزيد على الثانية بقدر 11 دقيقة و14 ثانية وبتوالي السنين يزداد هذا الفرق. وقد لاحظ البابا جرجوري Gregory أن الاعتدال الربيعي الحقيقي وقع في اليوم الذي اعتبرته النتيجة اليوليانية 11 مارس فكان الخطأ قد بلغ عشرة أيام وذلك في عام 1582 بعد أن كان الاعتدال الربيعي قد وقع في 21 مارس سنة 325 ميلادية. وقد استدعى جرجوري الفلكي الراهب كريستوفر كلايفوس Clavius Christopher وعهد إليه بهذا الأمر فأجرى التعديلين الآتيين:
(1) حسب الخطأ بين السنتين اليوليانية والشمسية فوجده يبلغ نحو ثلاثة أيام كل 400 سنة والأيام الثلاثة هي زيادة في السنين اليوليانية على السنين الشمسية في هذه الفترة. ولهذا قرر كلافيوس أن يستقطع ثلاثة أيام من كل 400 سنة؛ وذلك باعتبار السنين المئوية بسيطة إلا ما كان منها قابلا للقسمة على 400 فتكون كبيسة. . وعلى هذا فالسنون الكبيسة في التقويم الجرجواري هي التي تقبل القسمة على 4 ما عدا السنين المئوية ( القرنية ) فلا تكون كبيسة إلا إذا قبلت القسمة على 400. فمثلا السنون 1512، 1324، 1204 كبيسة في التقويمين اليولياني والجرجواري والسنون 1500، 1700، 1900 تعتبر بسيطة في التقويم الجرجواري وكبيسة في التقويم اليولياني. والسنون 1200، 1600، 2000 كبيسة في التقويمين.
الفرق بين التقويمين في عدد الأيام في القرن العشرين:
في سنة 1582 زاد التاريخ الجرجواري على التاريخ اليولياني بقدر 10 أيام، وفي سنة 1600 ظل الفرق ثابتا في هذا القرن لأن هذه السنة كبيسة في التقويمين، أما سنة 1700 صار الفرق 11 يوما بزيادة يوم واحد لاعتبار هذه السنة كبيسة في التقويم اليولياني بسيطة في التقويم الجرجواري ويتكرر هذا في سنتي 1800، 1900 فيصبح الفرق 13 يوما في القرن العشرين يزيد بها التاريخ الجرجواري على التاريخ اليولياني. فمثلا الأربعاء 23 يوليو 1952 جرجواري يوافق الأربعاء 10 يوليوسنة 1952 يولياني، ويوم الخميس 28 مارس سنة 1940 جرجواري يوافق الخميس 15 مارس سنة 1940 يولياني. وقد بدأ العمل بالتاريخ الجرجواري يوم الجمعة 5 أكتوبر سنة 1582 يولياني واعتبر هذا اليوم هو الجمعة 15 أكتوبر سنة 1582 جرجواري لتصحيح موقع الاعتدال الربيعي وجعله 21 مارس بدلا من 11 مارس من نفس العام كما تقدم، ولتعويض فرق العشرة أيام ، وقد بادرت بعض الدول فقلدت روما في استعمال التقويم الجرجواري ( الميلادي ) ثم شاع استخدامه في كثير من دول العالم. أما في مصر فقد طبق سنة 1875 في عهد الخديوي إسماعيل. وفي وقتنا الحاضر فقد أصبح التقويم الجرجواري شائعا في كل الدول. ومازال هناك فرق بين السنة الجرجوارية والسنة الشمسية مقداره 26 ثانية تزيد بها السنة الجرجوارية ( 365،2425 ) عن السنة الشمسية ( 365,2422) أو 365,2425 - 365,2422 = 0,0003 من اليوم ، ويبلغ الفرق يوما كاملا في نحو 3300 سنة يمكن علاجه بإنقاص يوم من هذه الفترة وذلك بجعل سنة 4000 سنة بسيطة.
المصدر: موقع جامعة ام القرى